الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

                                                الــتربية الدوليـــة                                        

مفهوم التربية الدولية:                                                          إعداد:الهنوف المطيري
يعرفها قاموس التربية على أنها تعني:"تبادل الأشخاص والأفكار بين المؤسسات التربوية في الدول المختلفة ,وتوعية الطلاب بمشكلات الشعوب الأخرى وتنمية الإحساس الإنساني العام بينهم"(الحولي,1999م).
ويرى مشروع الدراسات الدولية, التربية الدولية على أنها:"حقل من المعرفة يتضمن دراسالمجالات,لثقافات بدلا من التركيز على قومية واحدة, بالإضافة إلى دراسة القضايا الدولية المعاصرة والتفاعل بين ول العالم على اختلافها"(عبيد, 1992م).
وتعرف على أنها عبارة عن الدعوة الدولية لتنمية سياسة التعاون بين كل الدول في شتى المجالات ,وبخاصة في المجال التربوي,مع النظر إلى العالم كله كوطن واحد لبني البشر,واستشراف مستقبل المصالح الدولية بما يحقق الأهداف المنشودة(عبد الفتاح,2001).
    أهداف التربية الدولية:
تسعى التربية الدولية كما يذكر(عبد الفتاح ,2001) إلى تحقيق مجموعة من الأهداف تتمثل في:
1-  فهم دور الإنسان في النظام العالمي الذي يعيش فيه وتقديره لكل ما يتميز به من التلون والتباعد الثقافي والتفرد والصراع والتغير والاتصال,ومن ثم يفهم ما يعنيه من المفاهيم الأساسية التي تمكنه من استيعاب تغيرات العصر ,على اعتبار أن الإنسان مكون من مكونات النظام العالمي والذي يحتاج إلى جهد كل فرد شريطة أن تبذل الجهود على أساس الإحساس والمشاركة الايجابية والاستعداد للعطاء.
2-  دراسة أنشطة الإنسان وإعمال الفكر فيها والتدريب على صنع واتخاذ القرار والكشف عن آثار هذه القرارات, وخاصة التي تتعلق باستغلال الموارد وأسلوب الحياة وهنا يكون الفرد مبادئ بوجهة نظره ويدافع عنها بفكر ناضج ومتفتح.
3-  جمع وتنظيم المعلومات والبيانات المتعلقة بمختلف الدول والمفاهيم المرتبطة بفكرة التربية الدولية,وكتابة التقارير عن ذلك بشكل يؤهل الإنسان للحياة في مجتمع دولي أصبح يؤمن بأن قوة الإنسان تكمن في عقله وقدرته على التفكير والتخاطب وعرض الأفكار ونقلها بشكل مقنع ومؤثر في الآخرين فضلا عن إدراكه للصورة الكلية للنظام العالمي على اعتبار أن هذا النظام يمثل وحدة واحدة.
4-  تكوين الاتجاهات والسلوكيات التي تعبر عن تقدير واحترام التباين الثقافي ,وفهم أسباب هذا الاختلاف,على أن يرى الإنسان أوجه التشابه والاختلاف بين هذه الثقافات,وتسعى نحو تكوين صورة كلية عن الأرضية المشتركة وسيل النقل أو الاستعارة من هذه الثقافات ,مع الوقوف على أسباب قوة وتفوق ثقافة معينة على ثقافات أخرى دون سخرية أو استهزاء على اعتبار أن القاعدة الأساسية التي ينطلق منها التعامل مع بني البشر على سطح الأرض هي الاحترام المتبادل.
5-  تنمية الحقوق المدنية والحريات الأساسية كما جاء بالقانون والاتفاقيات الدولية, وعلى هذا أصبحت التربية من أجل التنمية والتربية من أجل النظام الاقتصادي الدولي أهداف رئيسية في الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة.
6-  تنمية المعرفة بالمهارات والاتجاهات التي تعد الأساس لعملية صنع القرارات والمشاركة في عالم يتسم بالتعددية الثقافية والاتصال المتبادل والمنافسة الاقتصادية الدولية.
7-  التأكيد على فهم الطلاب لنظام العولمة المعقد ,وتنمية مهارات التفاعل الاقتصادي المتبادل حتى يصبحوا مواطنين لهم أدوار فعالة في عالم المستقبل المتعدد الاتجاهات.
8-  التأكيد على فهم الطلاب لنظام العولمة المعقد,وتنمية مهارات التفاعل الاقتصادي المتبادل حتى يصبحوا مواطنين لهم أدوار فعالة في عالم المستقبل المتعدد الاتجاهات.
9-  محاولة تعليم الطلاب كيفية المشاركة في المجتمع المحلي والمجتمع الدولي الأكبر وفيما وراء الحدود,وتقودهم إلى معرفة أن لكل فرد حق في الاختيار الذي يؤثر على الآخرين ,وللآخرين حق في اختيار وصنع القرارات التي بدورها تؤثر فيهم
10-     التركيز على المفاهيم العامة للثقافة وهي تلك الأشياء التي يشترك فيها جميع البشر على اعتبار أن التفاعل الثقافي متبادل والتفتح العقلي ومقاومة النمطية وتقدير وجهات نظر الآخرين أصبحت ضرورة من ضروريات العصر الحالي.
11-           دراسة القضايا التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتعدى الحدود وتنظيم المناهج التي تعالجها.
12-     العمل على زيادة وعي الطلاب وتنمية التفكير والبحث في القضايا الكوكبية, وهي بهذا تسعى إلى تنمية التفاهم الدولي والتعاون والحقوق المدنية, والسلام.
      عناصر التربية الدولية:
1-    دراسة القيم الإنسانية:
فمن المعروف أن لكل شعب قيمه وتقاليده وأعرافه وهذا يعني أن الشعوب تختلف فيما بينها في العادات والتقاليد والأعراف والقيم والثقافة ,وعلى هذا فإن اللغة الواحدة أو الفكر المشترك يعد من الأمور الحيوية بين الشعوب وتؤكد التربية الدولية على القيم الإنسانية بصفة عامة ثم القيم الخصوصية التي تخص جماعة ثقافية معينة ,مع العلم أن القيم الإنسانية هي التي تخضع لمعايير عالمية ونتجت عن تبني الأمم المتحدة لها والتي وجدت قبولا بين دول العالم كقيم مشتركة.
2-    دراسة النظم الدولية:
تهتم التربية الدولية بدراسة النظم الدولية الاقتصادية والسياسية والبيئية والتكنولوجية في ضوء الروابط التي تربط دول العالم بعضها ببعض,وهنا يقع على التربية الدولية أن تساعد الإفراد على فهم الاتصال الثقافي بدول العالم وكيفية التعايش مع التكنولوجيا الحديثة,وفهم كيفية اعتماد الدول بعضها على بعض في سيادة التفاهم والسلام الدولي.
3-    دراسة القضايا والمشكلات الدولية:
أصبحت دراسة القضايا والمشكلات الدولية ضرورة ملحة أن يتعايش معها الأفراد, وذلك بمعرفة أسبابها ونتائجها وكيفية التوصل إلى حلول لهذه القضايا والمشكلات الدولية والتي من أهمها:
نقص الموارد- ثقب الأوزون-المشكلة السكانية- مشكلة البطالة وغيرها ومن خصائص هذه القضايا ما يلي:
1-    تتخطى حدود الدول, وحلولها لا يمكن أن تتم داخل دولة واحدة
2-  تميز بطابع الصراع الذي يكمن في عدم الاتفاق على الحل نتيجة تعدد وجهات النظر نحو القضية أو المشكلة مما يؤدي إلى عدم الوصول إلى حل سريع.
3-  تأخذ صفة الاستمرارية, أي أنها تستمر لفترة طويلة حتى تحل كما أن الاحتمال باستمرارها في المستقبل يظل قائما.
4-    يوجد بينها صفة الترابط والوصول إلى حل لها يمكن أن يتأثر بعوامل ترتبط بمشكلات أخرى.
4-    دراسة التاريخ الدولي:
تعتبر دراسة التاريخ الدولي ذات أهمية كبيرة في تحقيق التفاهم الدولي ,ولا يمكن فهم العالم المعاصر إلا من خلال الدراسة الدولية التاريخية,وهنا يأتي دور التربية الدولية في مساعدة الأفراد على إدراك الاعتماد المتبادل والتعاطف الدولي بين الدول وتوضيح دور الاتصال بين الحضارات القديمة التي كانت ترتبط برباط تجاري (عبد الفتاح,2001).
                  أبعاد التربية الدولية:
1-  التفاهم الدولي: ويعني تفهم الشعوب بعضها البعض, بهدف نشر الوئام والتسامح والصداقة والثقة, والاحترام المتبادل, والنوايا الطيبة والأمن والإخاء والمساواة بين جميع الشعوب والأجناس لتحقيق السلام والعدل.
ويستند التفاهم الدولي الى مجموعة من الأسس أهمها:
-         تنمية الاتصال والحوار بين الشعوب والثقافات المختلفة.
-         ألتقد في مجال العلاقات الإنسانية.
-         التعاون الدولي في المجال الثقافي.
-         تعزيز دراسة مختلف الثقافات والآثار المتبادلة بينها
-         إضفاء بعد دولي وإطار عالمي على التربية في جميع مراحلها وأشكالها.
2-  التسامح: يمثل قدرة الأفراد والدول على إبداء الرغبة والمرونة الصادقة في التعاون والتغاضي عن بعض التجاوزات التي قد ترتكب من طرف ما دون إنقاص لحقوق أو واجبات الطرف الآخر أي أنه تقبل في الرغبة نحو التعايش السلمي دون مساومة أو تنازل .
ويستند التسامح على مجموعة من الأسس أهمها:
-         الديمقراطية على مستوى العلاقات بين الأفراد والشعوب.
-         الحث على الحوار القائم على حسن النوايا.
-         الاحترام المتبادل بين الأفراد المتنازعون على صعيد الأفراد والمجتمعات والشعوب.
-         عدم التمييز في التشريعات والإجراءات القضائية والالتزام بالحقوق والنصوص الدولية للمنازعات.
3-  حقوق الإنسان: وتعني قدرة الدول والحكومات على تطبيق كافة الحقوق الواجبة لمجتمعاتها من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مما يتيح لها إمكانية الحياة واستقرارها دون قهر أو استبداد أو اعتداء على تلك الحقوق.
وتدور أهمية حقوق الإنسان حول مجموعة من الأسس أهمها:
-         أهمية المساواة بين أفراد المجتمع وبين المجتمعات الأخرى.
-         تتضمن حرية الإنسانية المعنى الفردي والجماعي على اعتبار أن كرامة الفرد هي أساس لكرامة المجتمع.
-         أهمية حرية العمل والتعامل مع الآخرين كضرورة اجتماعية.
-         أهمية المحافظة  على الملكية الفردية.
-         الاهتمام بحرية التفكير وحرية الاعتقاد.
4-  السلام ونزع السلاح: ويعني قدرة الدول على درء وقوع المشكلات والصراعات من خلال تطبيق مبادئ التسامح والتفاهم الدولي حتى يمكن التعايش السلمي في ظل وجود أمان نفسي لحياة الأفراد في كافة دول العالم وانعكاس ذلك على مستوى نوعية الحياة كما أن نزع السلاح هو تحويل النظام العالمي الحالي المتمثل بوجود دول وأمم مسلحة إلى نظام علمي جديد لا تشكل فيه الحروب أداة الدولية وفيه تقرر الشعوب مستقبلها بنفسها وتعيش في أمان يقوم على العدل والنظام.
ويستند السلام ونزع السلاح على مجموعة من الأسس أهمها:
-         إزالة عوامل التوتر بين الدول.
-         حسن الجوار والاحترام المتبادل بين مختلف الدول.
-         حل المنازعات بين الشعوب بالوسائل السلمية.
-         احترام المعاهدات والمواثيق التي يتم إبرامها بين الدول في القضايا موضوع النزاع.
5-  الاعتماد المتبادل: ويعني أن يشعر المت, دراسات لا يعيش بمفرده ولكنه يعيش مع آخرين لهم ثقافتهم وظروفهم وبيئتهم المغايرة لمثيلها التي يعايشها وانه في حاجة إلى إن يقيم علاقات حسن الجوار والتعاون مع الجميع حتى يمكن حل المشكلات ومواجهة الكوارث لطبيعية وكذلك ما يواجه الإنسان في حاضره ومستقبله من تحديات (عبد الفتاح,2001) .

المراجع:
-    عبد الفتاح,منال(2001).تأثير التربية الدولية على منظومة التعليم المصرية-دراسة تحليلية ورؤية مستقبلية,مجلة البحوث النفسية والتربوية,العدد 1,المجلد16,ص130-194.
-         عبيد,رجاء(1999).التربية الدولية من أجل التفاهم الدولي,دراسات في المناهج وطرق التدريس,العدد 14,ص66.

-         الخولي,محمد(1999),قاموس التربية(ط5),لبنان:دار العلم للملايين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق