الاثنين، 30 نوفمبر 2015

معايير اختيار المعلمين وتأهيلهم (تجارب عالمية) بواسطة:سارة الايداء

معايير اختيار المعلمين وتأهيلهم (تجارب عالمية)

للمعلم مكانته في منظومة التعليم، كما سيظل في موقع القلب منها وحجر الزاوية فيها، إذ من الممكن أن يبنى منهج في غاية من الجودة والإتقان، ويظل مجرد حبر على ورق ما لم يأت المعلم الحصيف الذي ينفخ فيه من روحه، ويحوله إلى واقع يرى رأي العين ويلمس لمس اليد. (أبو بكر, 2010)
وفي سبيل العناية بالمعلم وإعداده وتكوينه عقدت ندوات وأقيمت مؤتمرات ونظمت حلقات، ومن ثم فهي قضية قديمة متجددة فمع بداية عام 1957 نظمت جامعة الدول العربية حلقة عن إعداد المعلم في بيروت، وفي عام 1964 عقد المؤتمر الثاني لوزراء المعارف والتربية في بغداد وكان خاصًا بإعداد المعلم العربي، وفي عام 1972 قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتنظيم مؤتمر إعداد وتدريب المعلم العربي في القاهرة، وفي عام 1984 عقدت في قطر ندوة إعداد المعلم بدول الخليج التي نظمها مكتب التربية العربي لدول الخليج، وفي عام 1995 عقد بالقاهرة المؤتمر القومي لتطوير إعداد المعلم وتدريبه الذي نظمه المركز القومي للبحوث التربوية، وفي عام 1999 عقدت بالإمارات ندوة المعلم في دولة الإمارات: تحديات الواقع ورؤى المستقبل، وفي عام 2004 عقد بسلطنة عمان المؤتمر الدولي الثالث نحو إعداد أفضل لمعلم المستقبل الذي نظمته كلية التربية بجامعة السلطان قابوس، وأخيرًا وليس آخرًا ففي عام 2004 - أيضًا - عقد في القاهرة المؤتمر العلمي السادس عشر عن تكوين المعلم الذي نظمته الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، يضاف إلى هذا عشرات وعشرات من الدراسات التي يضيق المقام عن حصرها.
من يتابع الممارسات التي يعج بها المشهد التربوي المعاصر فإننا لن نعدم من بعض التوجهات التي يمكننا الاستعانة بها باعتبارها بوصلات هادية أفادت منها بعض الدول العربية في كثير من الأحيان.
أولاً: معايير اختيار المعلم في دول الخليج العربي (البحرين، الكويت، الإمارات العربية المتحدة) (الربيعي، 2004)
في ضوء التجارب المشار إليها وبالاطلاع على الأدب التربوي، يمكن تقسيم معايير اختيار المعلمين إلى المجموعات التالية:
• معايير السمات الشخصية
• أن يكون متزنًا انفعاليًا.
• أن يكون سليم الحواس.
• أن يكون خاليًا من عيوب النطق.
• معايير المتطلبات المهنية.
• أن يكون لديه اتجاهات إيجابية نحو مهنة التعليم.
• أن يمتلك مهارات الاتصال والحوار.
• أن يبدي مهارة في حل المشكلات.
• أن يبدي مهارة القيادة.
• معايير المتطلبات العلمية والثقافية:
• أن يكون إلمامه جيدًا بتخصصه وأساليب تعليمه.
• أن يكون واسع الاطلاع ولديه ثقافة متنوعة.
• معايير المتطلبات الأخلاقية:
• أن يكون موضوعيًا في أحكامه.
• أن يكون قادرًا على تقبل النقد وتقبل أخطاء الآخرين.
ثانيًا: معايير إعداد المعلم وتأهيله في جامعة كنتا كي بالولايات المتحدة الأمريكية (الربيعي، 2004)
اتبعت جامعة كنتا كي الحكومية المعايير العشرة التالية لبرنامج إعداد المعلم وتأهيله فيها بعد تجربتها عام 1999 من قبل لجنة المعايير المهنية للتعليم Kentucky Education Professional Standards Board وهي:
المعيار الأول: إظهار القيادة المهنية:
يستطيع المعلم أن يظهر القيادة المهنية داخل المدرسة والمجتمع ومهنة التعليم، من أجل تحقيق التعلم الجيد للتلاميذ ورضاهم.
المعيار الثاني: التمكن من المحتوى المعرفي:
يستطيع المعلم التعبير عن المحتوى المعرفي وتطبيقاته في مختلف المجالات.
المعيار الثالث: تصميم وتخطيطه التعليم:
يتمكن المعلم من وضع تصميمات وخطط للتعليم التي تحسن من قدرات التلاميذ في استخدام مهارات الاتصال، وتطبيق المفاهيم الرئيسة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن يصبحوا أعضاء مسؤولين في جماعة، ويفكروا في حل المشكلات والتكامل المعرفي.
المعيار الرابع: إيجاد المناخ المناسب للتعلم والحفاظ عليه:
يقوم المعلم بإيجاد مناخ جيد للتعلم الذي يدعم تنمية قدرات التلاميذ في استخدام مهارات الاتصال، وتطبيق المفاهيم الرئيسة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن يصبحوا مسؤولين في فريق، والتفكير في حل المشكلات، والتكامل المعرفي.
المعيار الخامس: تطبيق عملية التعليم وإدارتها:
يتمكن المعلم من تطبيق التعليم وإدارته بحيث تنمي قدرات التلاميذ في استخدام مهارات الاتصال، وتطبيق المفاهيم الرئيسة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن يصبحوا مسؤولين في فريق، والتفكير في حل المشكلات، والتكامل المعرفي.
المعيار السادس: تقييم التعلم وإبلاغ نتائجه:
يقوم المعلم بتقييم التعلم وإبلاغ نتائجه إلى التلاميذ وغيرهم مع احترام قدرات التلاميذ في استخدام مهارات الاتصال، وتطبيق المفاهيم الرئيسة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن يصبحوا مسؤولين في فريق، والتفكير في حل المشكلات، والتكامل المعرفي.
المعيار السابع: تقييم عملية التعليم والتعلم وانعكاساتها:
يحاول المعلم التوصل إلى نتائج تقييم عملية التعليم والتعلم، وانعكاساتها.
المعيار الثامن: التعاون مع الزملاء، والآباء والآخرين:
يتعاون المعلم مع الزملاء والآباء والوكالات الأخرى من تقييم وتنفيذ وتدعيم برامج التعليم التي تنمي قدرات التلاميذ في استخدام مهارات الاتصال، وتطبيق المفاهيم الرئيسة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن يصبحوا مسؤولين في فريق، والتفكير في حل المشكلات، والتكامل المعرفي.
المعيار التاسع: التعهد بالتنمية المهنية الذاتية:
يقيم المعلم أداءه الخاص بشكل عام فيما يتصل بأهداف المتعلمين في ولاية كنتاكي، وينفذ خطة التنمية المهنية.
المعيار العاشر: استعمال التطبيقات التكنولوجية:
يستعمل المعلم التكنولوجية في دعم التعليم، ويتعامل مع البيانات، ويعزز النمو المهني وإنتاجيته، ويتواصل ويتعاون مع الزملاء والآباء والمجتمع، وإنجاز البحوث.
ثالثًا: النموذج الأمريكي في وضع المعايير لجودة الممارسة المهنية للمعلم. (أبو بكر, 2010)
أولاً: يتمكن من المفاهيم الأساسية وبنية العلوم التي يتخصص في تدريسها، ويتقن مهارات.
ثانيًا: يقدم فرصًا للتعلم تدعم النمو العقلي والاجتماعي والشخصي للمتعلم.
ثالثًا: يبتكر مواقف ويخلق فرصا تعليمية تتلاءم مع تنوع المتعلمين وتباينهم.
رابعًا: يمتلك مدى واسعًا ومتنوعًا من طرائق واستراتيجيات التعليم والتعلم ويستخدمها في تشجيع وتنمية قدرات الطلبة على التفكير الناقد وحل المشكلات وأداء المهارات.
خامسًا: يوفر بيئة تعلم تحفز التفاعل الاجتماعي الإيجابي، والاندماج النشط في التعلم.
سادسًا: يعزز البحث الإيجابي والاستقصاء النشط والتعاون والتفاعل الصفي الداعم في غرفة الصف من خلال إلمامه بأساليب التواصل اللفظية وغير اللفظية وتوظيفها بفاعلية في تحقيق ذلك.
سابعًا: يخطط للتعليم معتمدًا على معرفته بمحتوى المادة الدراسية، والطلبة والمجتمع المحلي وأهداف المنهج.
ثامنًا: يستخدم بفاعلية الأساليب والاستراتيجيات التقويمية المناسبة لتقويم وتأمين النمو العقلي والاجتماعي والجسمي للمتعلمين ويحافظ على استمراره.
تاسعًا: يمارس التفكر والتأمل على نحو مستمر في ممارساته، ليقوم آثار اختياراته وأفعاله على الآخرين، ويتحرى الفرص التي تدعم نموه المهني المستمر.
عاشرًا: ينمي علاقات مع الزملاء في المدرسة ومع أولياء أمور وأسر الطلبة والهيئات الأخرى في المجتمع المحلي من أجل دعم تعلم الطلبة.
رؤية مستقبلية لتطوير برامج إعداد المعلمين واختيارهم في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة: (أبو بكر, 2010)
• فلسفة الإعداد:
إن حاجتنا إلى تبني فلسفة تربوية واضحة المعالم لإعداد المعلم هي اللبنة الأولى في عملية الإعداد، بحيث تنطلق هذه الفلسفة من رؤية شاملة للتصور الإسلامي للألوهية والكون والإنسان والحياة وما ينبثق عنها من نظام اجتماعي وتربوي.
وهنا نود أن نشير إلى بعض التقارير الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1995 التي تؤكد وجود خلل واضطراب في الدماغ المغذي للعملية التربوية معبرًا عنه بالفلسفة، وعدم ارتباطها بالمجتمع ورؤاه التربوية.
وفي هذا السياق لنا أن نرفع أصواتنا مؤكدين خطورة استنساخ النمط الغربي في التربية عامة، وفي مؤسسات إعداد المعلم خاصة.
• تطوير الأدوار التي يتعين على المعلم القيام بها في عصر المعرفة:
لقد نجم عن زيادة المعرفة وتدفق المعلومات زيادة الحاجة إلى استخدام المعلومات وتنظيمها واختزانها إلكترونيًا، فما دامت المعلومات تتضاعف كل فترة وجيزة، وما دام الإنسان ليس في مقدوره أن يسيطر على كل هذا الزخم من المعلومات بمنطق ثقافة الذاكرة، وما دامت هذه المعلومات يمكن استردادها إلكترونيًا نيابة عن ذاكرة الإنسان، إذًا هي مفاتيح المعرفة نقدمها للمتعلم، إذًا فليكن الاتجاه بالمعلم صوب ثقافة الإبداع.
كما يتضح أن الانفتاح الثقافي والإعلامي من أهم ملامح عصر المعرفة، حيث الحرية كاملة في انتقال الآراء والأفكار والثقافات، بل أصبح من الصعوبة بمكان، التحكم في ذلك أو السيطرة عليه ففي ظل عولمة الثقافة يتحول تركيز الإنسان من المحلية إلى العالمية، وفي هذا السياق يثار الجدل حول قضية الهوية، والمواطنة العالمية، التي باتت تهدد الولاءات القطرية.
على أن الانفتاح الثقافي والإعلامي بلا حدود أو قيود أو ضوابط، تكتنفه بعض المخاطر من أهمها المحاولات الرامية إلى طمس هوية الشعوب، والقضاء على خصوصيتها الحضارية، والتأثير على مفاهيم الولاء والانتماء والمواطنة إلى غير ذلك.
إننا لا نريد التسرع في إصدار الأحكام حيال قضية الانفتاح الثقافي  أو عدمه، لكننا في نهاية المطاف في حاجة إلى أصالة بلا جمود، وانفتاح بلا ذوبان، نحن في حاجة إلى أن تهب علينا رياح الثقافات من كل جانب، لكن دون أن تقتلعنا ريح أي منها من جذورنا على حد تعبير غاندي.
 وفي ضوء ما سبق يمكن استخلاص الأدوار الآتية للمعلم:
• مساعدة الطلاب للحصول على مفاتيح المعرفة ومصادرها.
• مساعدة الطلاب للحصول على المعرفة في أسرع وقت ممكن.
• تدريب الطلاب على إنتاج المعرفة لا مجرد حيازتها.
•تدريب الطلاب على تحويل المعلومات إلى معارف.
• توجيه الطلاب إلى قبول الآخر واحترامه.
• مساعدة الطلاب على التمييز بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي.
• تأكيد أهمية التراث العربي الإسلامي في نفوس الطلاب.
• تدريب الطلاب على إدارة الحوار والقبول بفكرة حوار الحضارات.
• الإلمام بالاستراتيجيات التدريسية المناسبة للمبدعين.
رخصة المعلم:
يعد الترخيص لمزاولة مهنة التعليم أحد أهم المتطلبات الأساسية لضمان جودة أداء المعلم، وضمان نوعية تعليمية عالية الجودة للطلبة وذلك من خلال: (أبو بكر, 2010)
• الحرص على ألا يلتحق بهذه المهنة إلا معلمون قادرون على الممارسة المهنية الفاعلة.
• حفز الملتحقين بالمهنة على النمو المهني الذاتي والمستمر.
• ترسيخ مكانة للمهنة تليق بها مما قد يزيد من دافعية العناصر الجيدة للالتحاق بها والحرص على الاستمرار فيها والتمسك بأخلاقياتها.



المراجع:  
- أبو بكر, عبد اللطيف(2010). المعلم معايير الاختيار وبرامج الاعداد. مجلة المعرفة, ع 189, الرياض.
- المديرية العامة لكليات التربية (1999م):اللائحة التنظيمية لكليات التربية، مسقط، مطبعة عمان.
- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (1995): تقرير مراجعة استراتيجية تطوير التربية العربية، تونس.
- راشد الكثيري (2004): رؤية نقدية لبرامج إعداد المعلم في الوطن العربي، المؤتمر العلمي السادس عشر تكوين المعلم، ج1، القاهرة، جامعة عين شمسس، 21 - 22 يوليو.
- سعيد بن حمد الربيعي(2004م): إعداد المعلمين وتدريبهم في سلطنة عمان إنجازات وطموحات، مسقط، وزارة التعليم العالي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق