الأحد، 15 نوفمبر 2015

موجز عن كتاب ( المواطنة العالميّة) بواسطة: أمل حميدالدين

موجز عن كتاب (المواطنة العالمية)
يشكل هذا الكتاب محاولة بحثية أكاديمية لإرساء أسس التربية من أجل مواطنة عالمية إنسانية، باعتبارها مشتقة من أبعاد التربية السياسية وامتداداً الفكر الإنساني العالمي والتربية العالمية.
ويقع هذا الكتاب في أربعة محاور رئيسية، الأول يهتم بالمواطنة العالمية والتربية العالمية من حيث المفهوم والفكر، والمحور الثاني يبحث في أهم القضايا والتحديات الإنسانية المعاصرة، أما المحور الثالث فيحاول الاستفادة من النهج الفلسفي والمنهج التحليلي الفلسفي لأصول التربية العالمية، باعتبار التربية لأجل مواطنة عالمية إحدى فروع إحدى فروع أصول التربية العالمية، وأخيراً المحور الرابع وهو محاولة حقيقية للتخطيط التربوي من أجل خلق مواطن عالمي وفق معايير التربية العالمية.
وفي المجال المفهومي للمواطنة العالمية والتربية العالمية، يتخذ هذا الكتاب في فصله الأول نهجاً وصفياً نوعياً لأهم المفاهيم المكونة بالمحصلة للمواطنة والتربية العالمية، ولا سيما مفهوم المواطنة، مسألة هيكلة المواطنة، وكيفية التربية من أجل المواطنة بالمعنى العام، وأهميته للتغيير بنمطه الإيجابي لخلق مواطنة ببعدها الإيجابي، كما يبحث هذا الفصل أهداف التربية السياسية، والعلاقة الارتباطية بين التربية الوطنية والعالمية، ويتخذ هذا الكتاب حالات دراسية منها التجربة الأردنية من حيث بحث فلسفة التربية الوطنية، تم يحاول هذا الجزء من الكتاب جسر العلاقة بين أسس التربية وأسس المواطنة العالمية، وذلك من خلال محاولة الإجابة على عدد من التساؤلات والتأملات الفكرية المتمحورة حول السؤال الفلسفي الكبير (هل أنت مواطن عالمي؟).
كما يستعرض الكتاب أهم القضايا والتحديات الإنسانية المعاصرة والتي أخذت موقعاً جدلياً في مجال الفكر العالمي المعاصر، ولا سيما التحولات العالمية وتأثيرها على المواطنة فكراً وممارسة، بالإضافة إلى دور الدولة واهتمامها لتربية المواطنة، في جو من الحريات والحقوق المتسقة مع المواطنة العالمية ومتطلباتها، وكذلك دور العقيدة الديمقراطية السياسية في بناء مواطنة عالمية وكذلك في المساهمة في الحرب على الارهاب وبناء وصنع السلام من أجل مستقبل مشرق ونظام عالمي إنساني.
ويتميز هذا الكتاب باستخدامه نهج التحليل الفلسفي لأصول التربية العالمية من خلال التحليل الفلسفي لمفهوم المواطنة لاسيما في ضوء التحديات المعاصرة. كما يتم بحث بعض الأيدولوجيات من حيث تأثيرها في التربية كالفلسفة البراجماتية والوجودية في بناء المواطنة العالمية، إضافة إلى بحث أشكال العلاقة التي تربط الأطر الأخلاقية بالسياسات التربوية، كدور الأخلاق المعيارية في تشكيل الأسس التربوية لتدعيم الأمن الإنساني وبناء نظام المستقبل العالمي والمواطنة العالمية من منظور فلسفي.
وفي ضوء ما سبق يوضح  الكتاب في جزئه الأخير إمكانية وأهمية التربية والتخطيط من أجل خلق مواطن عالمي وفق معايير التربية العالمية، وذلك استناداً إلى مبدأ الحوار الاستراتيجي والتربية الأخلاقية والتربية السياسية من أجل بناء مواطنة عالمية تحترم هوية الإنسان العالمي، تلك الهوية الإنسانية المبنية على قيم السلام في إطار متكامل من الفكر التربوي الإنساني، والذي قد لا يتأتى إلا من خلال ثورة خضراء واستشراف حقيقي للمستقبل، مستقبل الإنسانية، أو بمعنى آخر مستقبل المواطن العالمي.
وقد عرض الكتاب أيضاً حالة دراسية لفهم القيم الأخلاقية المؤسسة للمواطنة العالمية من منظور الشباب في العالم العربي وتحديداً (الأردن) كنموذج خاص، كما استعرض الكتاب في ملاحقه أهم المقولات الفلسفية والسياسية التربوية حول القضايا الإنسانية، والمطروحة في الفكر التربوي الإنساني المعاصر، وقضايا التربية الأخلاقية،و مسألة أنماط التغيير الهيكلي والوظيفي في محاولة فهم الإنسان لمبادئ العدالة والمساواة والسلام والأمن، والمواطنة المسؤولة، لتساهم جميعها بالمحصلة لمحاولة بناء خطة للتربية من أجل مواطنة عالمية.
1- أهمية الموضوع
-         يناقش الكتاب  مفهوم  العولمة ودور الدولة الديمقراطية في تشكل الهوية الثقافية للمواطن العالمي.
-         بحث تأثير النمط الليبرالي الديمقراطي على عملية الإصلاح الفكري والسياسي، حيث يحاول من خلاله الإنسان ممارسة دوره المواطناتي العالمي، وذلك في خضم حالة من صراع الحضارات وصدام المصالح أو في النقيض حالة من حوار الحضارات والوسطية
-         يحلل الكتاب أهم القضايا والتحديات الإنسانية المعاصرة والتي أخذت موقعاً جدلياً في مجال الفكر العالمي المعاصر، ولا سيما التحولات العالمية وتأثيرها على المواطنة فكراً وممارسة، بالإضافة إلى دور الدولة واهتمامها لتربية المواطنة.
-         يعالج الكتاب في جزئه الأخير إمكانية وأهمية التربية والتخطيط من أجل خلق مواطن عالمي وفق معايير التربية العالمية، وذلك استناداً إلى مبدأ الحوار الاستراتيجي والتربية الأخلاقية والتربية السياسية من أجل بناء مواطنة عالمية تحترم هوية الإنسان العالمي، تلك الهوية الإنسانية المبنية على قيم السلام في إطار متكامل من الفكر التربوي الإنساني، والذي قد لا يتأتى إلا من خلال ثورة خضراء واستشراف حقيقي للمستقبل، مستقبل الإنسانية. أو بمعنى آخر مستقبل المواطن العالمي.
كما تأتي أهمية الكتاب بالنظر إلى مجموعة المبادئ والقيم الديموقراطية التي لا بد أن تشكل مصفوفة حقوق الإنسان في مناهجنا المستقبلية ، ألا وهي :
-         الحرية، وتشمل حرية التعبير والرأي والمعتقد والاتصال والاجتماع، والاختلاف واحترام الرأي الآخر، والإبداع، واختيار نوع التعليم، والتفكير أو الفكر، والانتقال والتنقل.
-         المساواة وتشمل عدم التمييز على أساس الجنس واللون والدين والعرق أو اللغة والعشيرة أو المركز الاجتماعي والاقتصادي والمنطقة الجغرافية، والمساواة بين الجميع أمام القانون وفي المرافق العامة .
-         العدالة وتشمل العدالة في تطبيق الأنظمة والتعليمات وفي توزيع الموارد التعليمية وفي توفير الفرص التعليمية وفي فرص القبول للتعليم وفي توزيع الكفاءات العلمية وفي توفير البنية التحتية للتعليم .
-         الكرامة وحقوق الإنسان وتشمل الحق في التعليم المدرسي، وفي التربية المستدامة وفي الكرامة الجسدية، وفي المسكن وكرامة العيش، وفي التمتع بجنسية واسم، وفي الظروف الصحية الجيدة، وفي التنمية الشخصية، وفي بيئة سليمة ونظيفة، وحماية الأطفال من الاستغلال والأذى، والحق في الحفاظ على الهوية الثقافية واحترام الخصوصية الفردية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، والاعتزاز بالذات الإنسانية، والتمسك بحقوق الإنسان.
-         التضامن والتسامح الإنساني ويشمل رفض العنف ونبذ الحرب وتقبل الاختلاف والتنوع اللغوي والديني والعرقي، ومناهضة العنصرية، والتضامن مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وحل النزاعات بالطرق السلمية الإرادية واحترام الثقافات الإنسانية المختلفة، والتعاون أثناء الظروف الاستثنائية وتقديم المساعدة، والاهتمام بالبيئة والمصادر الطبيعية.
2-  الاضافات المعرفية الاصيلة
-         يشكل هذا الكتاب المحاولة الأولى – إن جاز القول- على مستوى العالم العربي للترويج للفكر التربوي العالمي الذي ينشد بناء أسس المواطنة العالمية والتي من شأنها أن توحد الإنسانية في بوتقة عالمية واحدة على أسس فكرية، سياسية، وتربوية إنسانية عالمية.
-         لعل ما يميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب والدراسات السابقة في مجالات التربية من أجل السلام والديموقراطية أنه محاولة موضوعية تهدف لربط مفاهيم الديموقراطية بالسلام فكريًا، ومحاولة التأسيس النظري والاجتماعي، وتحليل مرتكزات التنشئة السياسية التي تهدف لخدمة التربية السياسية من أجل السلام والديموقراطية .
-         ويتميز هذه الكتاب عن غيره بأنه محاولة للبحث في مفاهيم الديمقراطية والسلام من منظور فلسفي واجتماعي وسياسي وتربوي معا بشكل تكاملي وشمولي، نحاول فيه إعادة البناء الفكري التربوي السياسي من أجل نبذ العنف والإرهاب ومن أجل السلام الإنساني .
-         عرض الكتاب في فصوله المختلفة أهم القضايا الإنسانية والتحديات المعاصرة للمواطنة العالمية والإنسانية، فتعرض لمسائل التواصل الثقافي وحوار الحضارات في إطار الفكر التربوي الإنساني، فكانت أهم القضايا المطروحة موضوعات التربية البيئية وكذلك الحرب على الإرهاب، والتربية الأخلاقية، والتي بدورها تشكل حجر الأساس في عملية الإصلاح المطلوبة.
-         وأخيراً فقد حاول هذا الكتاب الخروج برؤية كلية شاملة مستقبلية للمواطنة العالمية، فرسم هيكليتها وشكل قواعد أساسية عقلانية ومصالح إنسانية مشتركة تقوم على مبدأ وحدة الأخوة الإنسانية والمحبة الكونية، وثقافة أيديولوجية سياسية ديمقراطية ليبرالية إنسانية عالمية.
-         اقتراح آلية قانونية دولية تحترم فيها المواطنة الإنسانية وتتخذ صفة الإلزام القانوني على مستوى الدول والأفراد لصون كرامة الإنسان أينما كان باعتباره مواطناً إنسانياً في هذا الكون.
-         التحرك السياسي المتمثل بدور وزراء خارجية دول العالم للاتفاق على مستحقات المواطنة العالمية، وترجمة ذلك المفهوم من خلال التحالف الدولي وتكثيف الجهود لصنع السلام والمساهمة في تحقيق الأمن الإنساني، وكذلك الحرب على الإرهاب، وكافة أشكال العنصرية والتمييز.
-         ترجمة برامج المواطنة العالمية بشكل واقعي على مستوى المؤسسات الثقافية والتنمية السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بهدف خلق ثقافة المواطنة العالمية القائمة على مبدأ الأخوة الإنسانية باعتبارها أولوية.

-         إيلاء الاهتمام وبذل المزيد من الجهود على مستوى المؤسسات التربوية وعلى المستوى العالمي، وعمل وزراء التربية والتعليم والمؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية المختلفة لإدخال وممارسة ثقافة المواطنة العالمية بشكل عملي وفاعل سواء من خلال برامج تعليم المعلمين وتعليم المدربين في كافة المجالات لخدمة هذا الهدف، أو من خلال اعتماد برامج ومناهج عالمية محكمة علمية لتجذير ثقافة المواطنة العالمية والكونية العالمية من خلال التركيز على مبادئ التربية العالمية الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق