الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

"تمثيل الأدوار" آليّة تفعيل التربية على حقوق الإنسان - مشاركة من أمل حميدالدين

«تمثيل الأدوار» آليّة تفعيل التربية على حقوق الإنسان

«تمثيل الأدوار» وهو عبارة عن دراما مصغَّرة يتقاسم الطلبة بتمثيلها في الصفوف الدراسية، والذي غالباً ما يأخذ طابعاً ارتجالياً؛ بهدف تشكيل الوعي تجاه موقف ـ مزدوجٍ (تربوي وحقوقي) ـ معين، بأن يتخلَّى الطالب ولو للحظات عن شخصيته ويتقمَّص دور شخصية أخرى ليتبنَّى أفكارها ويدافع عنها، أو أن يتبادل مع شخص آخر الأدوار.
وبالرجوع إلى تدريس مفهوم التسامح، فإن المعلم يحدِّد في استراتيجية «تمثيل الأدوار» الموقف التعليمي / الحقوقي الذي ينبغي على الطالب اكتسابه من خلال الإشارة أولاً إلى مفهوم التسامح كما ورد في المواثيق والصكوك الدولية كالمادة (26) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان «تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماءً كاملاً، وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم و (التسامح) والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية.

يقوم المعلم بتحديد المشكلة والشخوص وعدد الطلبة الذين سيقومون بتمثيل الأدوار وعدد المراقبين، وعليه (أي المعلم) تشجيع جميع الطلبة، وبالذات الخجولين على المشاركة، والكيفية التي سينفذ بها تمثيل الأدوار.
من المفيد أثناء تدريس التسامح عبر «تمثيل الأدوار» التوقّف عند نقطة حرجة، وطرح سؤال المشاركين والمشاهدين عما جرى ويجري؛ ليدين الطلبة أنفسهم ما حدث من أعمال عنف تتنافى مع مبدأ التسامح، والتفكير والبحث عن طريقة يمكن بها حل الموقف سلمياً، ليصبح «تمثيل الأدوار» بهذا المعنى خبرة تعليمية وليس مجرد نشاط فقط، وخصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً (مثلاً) بمحاكمة صورية مع وجود شهود، بحيث يطلب من الطلبة أن يتفقوا على حكم معين، ومن ثم مناقشة الحكم وكيفية التوصل إليه؛ وذلك لإبراز نقاط التعلم.
من الواجب انتقاء استراتيجية «تمثيل الأدوار» بدقة وعناية باحترام المعلم مشاعر الطلاب والتركيبة الاجتماعية للصفوف الدراسية، وخاصة مع وجود الأقليات العرقية؛ لكي لا يشعر الطلاب الذين ينتمون إلى تلك الأقليات بأنهم عرضة للإقصاء أو التهميش أو التجريح وما إلى ذلك.
يساهم «تمثيل الأدوار» كتقنية فعالة في إثراء المنهاج المدرسي؛ لأن الطالب يلعب دوراً مهماً في التعبير عن نفسه أو غيره وبناء ثقته بنفسه وقدراته وإمكاناته، وهو الأساس الذي يقوم عليه مشروع (السلوك من أجل التعلّم).

تتلخص أهمية «تمثيل الأدوار» من خلال التعليم بالعمل Learning by Doing وتعزيز دافعية الطلبة وحماسهم نحو التعلّم، لا أن يتحولوا إلى مجرد متلقِّين سلبيين للمعلومات والمفاهيم.

إن تطبيق «تمثيل الأدوار» سيساهم بلا ريب في تشجيع الطلبة على توظيف المهارات العليا للتفكير، كما ويحفِّزهم أكثر على الاتصال والتواصل فيما بينهم والتعلم من بعضهم، بصرف النظر عن الاختلافات الثقافية والاجتماعية فيما بينهم.

هناك تعليق واحد:

  1. إن مدخل الاستراتيجيات في تدريس حقوق الإنسان يعد فعالاً, نظراً لنتائجه الملموسة, وما يميز استراتيجية تمثيل الأدوار كونها مناسبة تقريباً لكل المراحل العمرية خاصة الطفولة, كما يمكن للطلبة أن يشاركوا في رسم وتخيل الأحداث لا أن يقوموا بتنفيذها فحسب, مما ينمي لديهم لإبداع, ويسمح بإجرائها في جو ممتع ومرح وبسيط لتعميق مفاهيم وقيم حقوق الإنسان.


    بواسطة : بلسم المغذوي

    ردحذف