الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

ألعاب من أجل حقوق الأطفال - مشاركة من: أمل حميدالدين

ألعاب من أجل حقوق الطفل
نقرأ في اللغة (لَعَبَ الصبيُّ لعباً): أي سالَ لعابُهُ من فمه.
واللعب في الاصطلاح «نشاط موجَّه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية، ويحقق لهم في الوقت ذاته قدراً من المتعة والتسلية، من خلال استغلال أنشطة اللعب المتعددة في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ التعلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية».
إن جاز لنا القول، فثمة ارتباط وثيق بين اللعب من المنظور اللغوي من جهة، واستثارة دافعية الطفل نحو التعلم من جهة أخرى.
ما يؤكد هذا المعنى إحدى نظريات التعلُّم للعالم الروسي إيفان بافلوف، الذي أشار إلى قوة الارتباط بين المثير والاستجابة (صوت الجرس وسيلان لعاب الكلب إلى فمه بمجرد سماع خطوات الشخص الذي يقدم له قطعة اللحم).
من دون أدنى شك أن للطفل حقاً في اللعب كما ورد في اتفاقية حقوق الطفل الصادرة في العام 1989، لأنه من خلال اللعب يكتسب الطفل السلوك الصحيح، ويحرره من حالة الرتابة والملل والتوتر النفسي، لينفتح على القوانين والمفاهيم الأخلاقية كالشراكة والحوار واحترام حقوق الآخرين الذين يعيش معهم في المدرسة أو الحي وما إلى ذلك، وخصوصاً إذا كان يلعب ضمن مجموعة من أقرانه، فاللعب يعدُّ وسيطاً تربوياً نشطاً يساهم بدرجة كبيرة في تشكيل شخصية الطفل.
الكلام نفسه ينسحب على الألعاب التعليمية للأطفال، فمتى ما أحسنـَّا توظيفها بالشكل الصحيح، عند الإعداد والتخطيط لها وتنظيمها والإشراف عليها، فإنها حتماً ستؤثر في اكتساب الطفل للمعارف والمهارات التواصلية، وفقاً لمفهوم «تفريد التعلم» لمواجهة الفروق الفردية بين الأطفال وحل بعض مشكلاتهم.
الألعاب التعليمية كثيرة ومتنوعة، إلا أن أكثرها ملاءمة في مجال التربية على حقوق الإنسان «لعب الأدوار»، حيث يقوم المعلم بتقسيم الأطفال على مجموعات، ويحدِّد قواعد اللعب بشكل واضح ومناسب لخبرات وميول وقدرات الأطفال وباللغة التي يفهمونها، ليقوموا هم بدورهم بتقمُّص الأدوار المطلوبة منهم بكل حرية واستقلالية، لأن دور المعلم في هذا السياق هو التوجيه والإرشاد وتقديم المساعدة، والتدخل في الوقت المناسب، ليقوم في نهاية الحصة بإجراء عملية مراجعة وتقويم للتأكد من مدى فاعلية اللعب في تحقيق الأهداف الموضوعة.

وأنا أرى لزاماً أهمية أن تنصب جهود الوزارة في مشاريعها التطويرية على مرحلة التعليم الأساسي لا من التعليم الثانوي، إيماناً منا بأهمية المرحلية والتراكمية في الحقل التعليمي، وعليه فإننا مطالبون بأن نتعاطى مع الطفل بمزيد من الوعي والذكاء والاهتمام والرعاية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق