الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

التربيـــة على المواطنة إعداد: سارة الايداء

التربيـــــــــة على المواطنة


إن المواطنة تعني بمفهومها الواسع الصلة الرابطة القانونية بين الفرد والدولة. وهو مفهوم يدور حولة جدل كبير لذلك يصعب تعريفه بل يختلف المتخصصين في تعريفه تبعا لما يراد منها. فتعرفها الموسوعة العربية العالمية (1996: 311) "بانها اصطلاح يشير إلى الانتماء إلى الأمة والوطن". وفي قاموس علم الاجتماع تم تعريفها على أنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي. ويعرفها مركز التربية الوطنية (1998) بأنها العضوية في الجماعة السياسية, وأعضاء الجماعة السياسية وفي المجتمع. وهذه العضوية تتطلب المشاركة في المجتمع القائمة على الفهم الواعي, والتفاهم, وقبول الحقوق والمسؤوليات. (البوهي, 2014)
أبعاد المواطنـــــــة
مفهوم المواطنة له ابعاد متعددة تختلف تبعاً للزاوية التي يتم تناوله منها. من هذه الابعاد مايلي:
§       البعد المعرفي الثقافي.
§       البعد المهاري.
§       البعد الاجتماعي.
§       البعد الانتمائي.
§       البعد الديني.
§       البعد المكاني.
§       التربية والمواطنة.
تربية المواطنة:
إن المواطنة تعد أحد الجوانب المهمة في حياة أي مجتمع، فبدون مواطنين يدركون حقيقة دورهم في تنمية مجتمعهم لا يمكن لأي مجتمع أن ينمو ويتطور ويتقدم للأمام والتعليم يعتبر أفضل الوسائل في تنمية الشعور بالمواطنة الصالحة، وأطلق على عملية تنشئة الطلبة على المواطنة مصطلح «تربية المواطنة»، والتعليم من أجل المواطنة بدأ بتلمس طريقه في أنظمتنا التربوية الخليجية إيمانا بدور الأجيال المتعاقبة في ممارسة أدوار المواطنة الصحيحة والإيجابية والنشطة في المجتمع. وحتى يتم تطبيق تربية المواطنة فلا بد من تحديد مداخل وأبعاد المواطنة المنشودة، وذلك ليكون التطبيق وفق نظريات مدروسة مقننة ترسم خط سير التطبيق والتقييم والمتابعة.
وقد قام الدكتور سيف المعمري و أ. زينب الغريبي في كتابهم» التربية من أجل المواطنة المسؤولة: النظرية والتطبيق،2012» بتطوير «موديول» يحدد خط سير تربية المواطنة في أي نظام تربوي كخلاصة لنظريات ودراسات عالمية في هذا المجال ووضعه بما يتناسب والمناخ العام لمجتمعاتنا الخليجية والعربية المسلمة، وقد قاما بتطبيقه على النظام التربوي العماني.
وتتخلص فكرة الموديول في الآتي:
أدى تنامي العولمة التي يشهدها العالم منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى تحول في النظر إلى المواطنة، فقد كانت مسؤوليات المواطنة وحقوقها تمارس داخل الحدود الجغرافية للدولة باعتبارها المجال الوحيد لممارسة حقوق المواطنة ومسؤولياتها. (الكندري, 2014)
أهمية التربية للمواطنة واهدافها.
تأتي اهمية التربية للمواطنة من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع, تنمية الشعور بالانتماء للوطن والاعتزاز به, وغرس حب النظام والاتجاهات الوطنية, والاخوة والتفاهم والتعاون بين المواطنين, واحترام النظم والتعليمات, وتعريف الناشئة بمؤسسات بلدهم, ومنظماته الحضارية. كما أن تربية المواطنة لا تتحقق بمجرد إدراجها في الوثائق الرسمية, بل أن تحققها يتطلب ترجمتها إلى إجراءات عملية وتضمينها المناهج والكنب الدراسية. (البوهي, 2014)
وتتمثل أهمية التربية للمواطنة في أنها:
§       تدعم وجود الدولة الحديثة والدستور الوطني.
§       تنمي القيم الديمقراطية والمعارف الدينية.
§       تسهم في الحفاظ على استقرار المجتمع.
§       تنمي مهارات اتخاذ القرار والحوار واحترام الحقوق والواجبات لدى الطلاب.
ويمكن القول أن هدف تربية المواطنة كما يراها ناريان (2004) هو تقديم برنامج يساعد الطلاب على:
§       أن يكونوا مواطنين مطلعي وعميقي التفكير يتحلون بالمسؤولية مدركين لحقوقهم وواجباتهم.
§       تطوير مهارات الاستقصاء والاتصال.
§       تطوير مهارات المشاركة والقيام بأنشطة ايجابية ومسؤولية
§       تعزيز نموهم الروحي والاخلاقي والثقافي وأن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم.
§       تشجيعهم على لعب دور إيجابي في مدرستهم ومجتمعهم وفي العالم.
المناهج الدراسية والتربية للمواطنة
تتضمن المناهج الدراسية مفاهيم معينة, كمفهوم المسؤولية الاجتماعية, والملكة العامة والمواطنة. والمشاركة في أتخاذ القرار, والتعاون, ومفهوم الحق والواجب والمساواة والإخاء والحوار والعدل وغيرها من المفاهيم. كما تتضمن الكتب الدراسية بعض المعلمات الاساسية التي يحتاجها المواطن ليكون عنصراً فاعلاً في وطنة الذي يعيش في إطارة, سواء كانت هذه المعلومات والمعارف ترتبط بالأحداث الجارية أ ببعض المفاهيم والمصطلحات الوطنية والمؤسسات الحكومية. وهناك عدة طرق يمكن خلالها تقديم التربية للمواطنة من خلالها في النظام التعليمي ومن ذلك: (البوهي, 2014)
1-              المناهج الدراسية والانشطة الرسمية.
2-              المناهج والانشطة غير الرسمية.
3-              المناهج الخفية.
ومن أهم عناصر محتوى منهج المواطنة. معلومات ومعرفة وفهم لموضوعات كثيرة منها: (الكندري, 2014)
 أولاً- القوانين والقواعد واللوائح وحقوق الإنسان والتنوع والمال والأعمال والاقتصاد والعولمة والتنمية المستدامة والحرية والعدالة والمساواة والسلطة.
ثانيًا- مهارات واستعدادات في تحليل التفكير الناقد وإبداء الرأي والمشاركة في المناقشات والمناظرات، والتفاوض والتخاطب.
ثالثًا- القيم: احترام العدالة، الديموقراطية وقواعد القانون، الانفتاح والتسامح وقبول الآراء والشجاعة للدفاع عن وجهة النظر.

المعلم والمواطنة:
للمعلم دور كبير في ترسيخ المواطنة وتنمية قيم المواطنة من خلال: (الكندري, 2014)
- أن يكون المعلم مشجعًا للأنشطة الطلابية.
- تعريف الطلاب بالمتغيرات المحلية والعالمية وتشجيع التعامل معهم بفكر مبتكر.
- مشجعًا على الاشتراك في منظمات المجتمع المدني والجمعيات التطوعية الخيرية في المجتمع المحلي.
- تطبيق المناهج الدراسية عمليًا لكي يساعد على تنمية روح المواطنة من خلال الجانب العملي لدى الطلاب.
- إثارة القصص الوطنية.
المواطن العالمي
مع تزايد اندماج العالم بفضل التطور التكنولوجي المتنامي ظهرت دعوات تنادي بإعادة النظر في مفهوم المواطنة، ورسم صورة لما يسمى «بالمواطن العالمي»، وقد جاءت هذه الدعوات في إطار الحديث عن مفاهيم جديدة مثل «التنوع»، و«السلام»، و«المسؤولية العالمية المشتركة»، «والمجتمع العالمي»، «والحوار بين الثقافات»، و«التسامح». (أحمد, 2012)
وكل هذه المفاهيم دعمت ببرامج أشرفت عليها منظمات دولية في مقدمتها منظمة اليونسكو، ونتيجة لذلك ظهر ما يسمى بالمواطنة العالمية أو الدولية (Internationalcitizenship)، وانعكس هذا على مفهوم تربية المواطنة ومضمونها، فظهـر ما يعرف بالبعد العالمي لتربية المواطنة (Global dimension)، أو تربية المواطنة العالمية (Global citizenshipeducation)، ومن ثم أصبح لدينا بعدين لتربية المواطنة، هما:
- البعد الوطني (المحلي) لتربية المواطنة.
- البعد العالمي لتربية المواطنة.
أصبح مفهوم «تربية المواطنة» من أكثر المفاهيم شيوعًا في الأدبيات التربوية منذ بداية العقد الأخير من القرن العشرين، حيث تجددت كثير من الأنظمة التربوية على مستوى العالم إيمانا منها بدور المدرسة في إعداد الطلبة للمواطنة المسؤولة، ومن أجل إيجاد تصور واضح المعالم لكيفية ذلك الإعداد, تباينت رؤى التربويين المتخصصين في هذا الحقل حول معنى تربية المواطنة، حيث ظهر فريقان يمثلان مدخلين هما:
الفريق الأول: المنهج المدرسي بشكل عام.
الفريق الثاني: مادة دراسية (مقرر دراسي).
وبذلك طُوِّر ليتكون من أربعة مداخل تنفذ في بعدين (الوطني، العالمي)، وتتلخص المداخل الأربعة في الآتي:
- مقررات دراسية خاصة عن الوطن وعن العالم.
- تضمين المواضيع والقضايا المتعلقة بسلوكيات المواطن المحلي والعالمي الصالح معًا في المواد الدراسية المختلفة مثل الدراسات الاجتماعية، والمهارات الحياتية، واللغة العربية، والتربية الإسلامية، والعلوم وغيرها.
- تزويد الطلبة بمهارات التواصل وأدواته: التي تمكنه من إثبات نفسه في مكانه ومن التعامل مع العالم من حوله.
- الأنشطة والمسابقات الإثرائية: تمثل هذه الأنشطة جزءًا أساسيًا من المنهج وتسهم في تحقيق أهدافه، وتسعى إلى تنمية شخصية الطالب وجعله شخصًا منتجًا فعّالًا في مجتمعه ومتفاعلًا مع العالم، والإفادة من منجزاته التقنية.
وما إن يطبق هذا الموديول، ويتم تفريغ محتوى ما يقدم في النظام التربوي للطالب، تبدأ سمات تربية المواطنة في البيئة المدرسية في الظهور تلقائيًا إثر تحديد وتصنيف مداخل لتربية وتنمية المواطنة، ويتحدد بالتالي موقع تنميتها في البيئة المدرسية كونها من أهم المؤسسات في عملية التعليم والتربية، ويظهر مدى توافر الأبعاد المطلوبة لتمكين الطالب كمواطن صالح في حدود تربية مواطنة مقصودة، وما بقي علينا العمل على التطبيق الفعلي المؤطر إن لم يكن مفعلًا بالشكل الصحيح في مناهجنا وبيئاتنا المدرسية بما تتناوله من أنشطة وفعاليات ومسابقات، وتوجيهها إلى تحقيق الهدف المنشود وهي بناء المواطن المسئول.(الكندري, 2014)


المراجع والمصادر:
أحمد, أحمد إبراهيم(2012). التربية الدولية, دار الفكر العربي, القاهرة.
البوهي, فاروق شوقي (2014). التربية الدولية, دار المعرفة الجامعية, الاسكندرية.
الكندري, أحمد (2014). تربية المواطنة, مجلة المعرفة, وزارة التعليم, الرياض.

المعمري, سيف, والغريبي, زينب (2012). التربية من أجل المواطنة المسؤولية: النظرية والتطبيق, وزارة التربية والتعليم, مسقط.

هناك تعليق واحد:

  1. تعتبر التربية على المواطنة من أهم متطلبات التعليم في ظل العولمة والانفتاح الثقافي والانفجار المعرفي, فالتربية على المواطنة تساعد الفرد على أن يكون عنصراً فاعلاً ليس فقط في مجتمعه المحلي وإنما أيضاً في المجتمع العالمي, وهي ضرورية لتعزيز مبادئ وقيم المسئولية والمشاركة البناءة والواعية لدى الأفراد في عالم يتسم بالتغيير.

    بواسطة: بلسم المغذوي

    بواسطة: بلسم المغذوي

    ردحذف