الاثنين، 14 ديسمبر 2015

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو UNESCO) بواسطة: بلسم المغذوي

إعداد :بلسم المغذوي


مرت البشرية خلال تاريخها الطويل بالعديد من الحروب, وكانت في كل مرة تحاول ان تستفيد من تجاربها, ولعل أحد أهم حسنات الحروب العالمية - إن صح التعبير- ظهور المنظمات الدولية التي تهدف إلى نشر السلام, ومنها هيئة الأمم المتحدة, والتي انبثق عنها العديد من المنظمات اهتم بعضها بالتربية والعلوم والثقافة, وتعتبر اليونسكو أبرز منظمة متخصصة بالتربية ولها جهود ملموسة في العديد من المجالات التعليمية والثقافية حول العالم, بالإضافة إلى منظمة اليونيسيف التي أولت اهتمامها بالطفل من كافة النواحي بما في ذلك الناحية التعليمية.

-نشأة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو):

قررت عصبة الأمم إنشاء لجنة دولية للتعاون الثقافي لتعمل على تحقيق التعاون الدولي في الميادين العلمية والثقافية, وذلك على الرغم من خلو عهد عصبة الأمم من إشارة إلى هذه المسائل, وقد ساهمت الحكومة الفرنسية بقسط وافر في مختلف أوجه نشاط عصبة الأمم في المجال الثقافي, ونادت في مؤتمر سان فرانسيسكو بإنشاء هيئة ثقافية تابعة للأمم المتحدة, وأعد وزراء التعليم في دول الحلفاء مشروعاً لإنشاء هذه المنظمة, وهو المشروع الذي كان موضوعاً للدراسة في مؤتمر لندن  في نوفمبر عام 1945م, فضلاً عن المقترحات التي قامت الحكومة الفرنسية بتقديمها, وقد توج مؤتمر لندن بإقرار المشروع التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( يونسكو), وقامت هذه المنظمة قانونياً في نوفمبر 1946م, وهو اليوم الذي بلغ فيه عدد الدول التي أودعت وثائق تصديقها لدى حكومة المملكة المتحدة عشرون دولة (عامر,2002).

وقد قامت هذه المنظمة على أساس أن الحرب ترجع في العديد من الحالات إلى سوء التفاهم بين الدول, ولا تكفي العلاقات الاقتصادية والسياسية لإزالة الحرب تماماً, وإنما لابد من أن يقوم السلام العالمي على أساس تضامن البشرية فكرياً ومعنوياً, ولذا فقد وردت بعض العبارات الهامة في ميثاق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة: لما كانت الحروب تنشأ في أذهان البشر فينبغي أن تقوم في أذهانهم أيضاً أسباب الدفاع عن السلام, ويشهد التاريخ على أن عدم التفاهم المتبادل بين الشعوب يبعث على الريبة وسوء الظن بين الأمم, وهما عاملان كثيراً ما يسفران عن تطور الخلافات إلى حروب, وإن سلماً يقتصر على عقود اقتصادية وسياسية بين الحكومات ليقصر عن تحقيق الشعوب ائتلافاً شاملاً مستمراً صادقاً, مما يوجب تشييد هذا السلم على أساس تضامن البشرية فكرياً ومعنوياً, لذلك فإن هذه المنظمة تستهدف تشجيع التعاون بين الأمم في ميادين التربية والعلوم والثقافة, بحيث يؤدي هذا التعاون إلى احترام العدالة في جميع بقاع الأرض, وإلى احترام القانون وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية التي أكدها ميثاق الأمم المتحدة. وفي سبيل تحقيق هذه الاهداف تتعاون المنظمة مع الدول, وتستعين بكافة الوسائل الجماهيرية, وتحث على تعليم الشعوب, ونشر الثقافة, وتشجيع تدريس العلم وفهمه, وتوحيد جهود العلماء والفنانين والمربين, وإزالة العقبات التي تحول دون انطلاق تيار الفكر الإنساني (علي,1990).

- نظام المنظمة:

المؤتمر العام: يتألف من ممثلي الدول الأعضاء, وعددهم 166 دولة, وينعقد مرة كل عامين ليقرر سياسة المنظمة وبرنامجها وميزانيتها.

المجلس التنفيذي: يتكون من 51 عضواً ينتخبهم المؤتمر العام ومجتمع المجلس مرتين على الأقل في السنة, وهو المسئول عن تنفيذ البرنامج الذي يقرره المؤتمر ( العشري,2006).

-أهداف المنظمة:

جاء بالمادة الأولى من الميثاق التأسيسي لمنظمة اليونسكو أن المنظمة تأخذ على نفسها أن تعمل على صيانة السلام والأمن عن طريق التربية والعلم والثقافة عساها ان تفرض بذلك احترام العدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية دون تمييز, وتعمل اليونسكو على بلوغ هذه الأغراض عن طريق:

أ) التعاون والتفاهم بين الشعوب.

ب) العمل على تعزيز التعليم الشعبي ونشر الثقافة.

جـ) المساعدة على صيانة المعرفة ورقيها ونشرها.

ولتحقيق هذه الأهداف تعتمد المنظمة برنامجاً أساسياً علاوة على برنامجها السنوي, فتنشأ بذلك صلة بين الميثاق التأسيسي الذي يحدد ما ترمي إليه المنظمة من أهداف عامة وبين كل برنامج من البرامج السنوية التي يعهد إليها القيام بمهمة معينة (عامر,2002).

- أبرز الميادين التي تعمل بها اليونسكو:

أ) التربية: حيث لا سبيل إلى ايجاد وحدة فكرية بين الناس مالم تتوافر لهم أسباب التعارف ولهذا توقف اليونسكو جهودها في هذا المضمار على ثلاث مهام أساسية هي:

1) نشر التعليم عن طريق مكافحة الأمية والتربية الأساسية وتعليم الراشدين والأطفال.

2)تحسين التعليم عن طريق تبادل المعلومات بين القائمين على أمور التعليم.

3) الاستعانة بالتعليم لتوطيد التفاهم الدولي.

ب) العلوم البحتة والطبيعية: تعمل اليونسكو على:

1)تعزيز التعاون الدولي وذلك بتسهيل الاجتماعات بين العلماء وشد أزر المنظمات العلمية الدولية.

2)المساهمة في تعميم العلوم ونشرها والحث بصور خاصة على متابعة البحوث العلمية التي تهدف إلى تحسين سبل عيش الإنسان.

جـ) العلوم الاجتماعية والإنسانية والثقافية:

تعمل اليونسكو على تحقيق التعاون الدولي بخصوصها وتتآزر في الوقت نفسه مع أبرز المتخصصين في هذه العلوم على دراسة عوامل التوتر في العلاقات الاجتماعية ودراسة العقبات التي تحول دون التفاهم الدولي والسلام ودراسة العناصر التي تمهد لعمل عالمي مشترك يؤدي إلى تقليل هذه العقبات (راتب,1998).

- جهود اليونسكو في مجال التربية والعلوم والثقافة:

بذلت اليونسكو جهوداً كبيرة في مجال التربية والعلوم والثقافة جاءت في عدة صيغ كصيغة المدارس المنتسبة ونوادي اليونسكو والكراسي العلمية والبرامج المتعددة وغير ذلك, وتعلق اليونسكو أهمية بالغة على تبادل الأشخاص والخبراء, كما عملت على المساعدة في تحضير فنيين من رعايا البلاد التي تفتقر إلى الوسائل التربوية اللازمة, وقد أنشأت مركز للمعلومات قام بنشر فهرس عالمي ينطوي على بيان المنح الدراسية في الخارج مما تجود به البلاد والهيئات الدولية, كما أن اليونسكو تقوم أيضاً بتوزيع وإدارة المنح الدراسية, كما تعمل على تحسين وسائل الاتصال الفنية وتذليل العقبات التي تحول دون تبادل المعلومات الدولية, وانتاج أدوات ملائمة لعلها تتمكن من تهيئة الصحافة والإذاعة والسينما لخدمة ما تصبو إليه من تفاهم دولي. وتساهم اليونسكو ايضاً في برنامج المساعدة الفنية عن طريق دراسة التقدم الاقتصادي في البلاد المختلفة عن طريق توفير الخبراء وايفاد البعثات وتعليم الدورات الدراسية وإجراء التجارب النموذجية المختلفة لتحسين النواحي المختلفة من التربية وتقديم الإعلانات وطبع النشرات والمؤلفات المختلفة, كما تتعاون مع المؤتمرات الدولية التي تبحث في المشاكل التي تدخل في نطاق نشاطها كما أنها تبادر في توجيه الدعوة لعقد مثل هذه المؤتمرات, ثم توجه التوصيات إلى الدول الأعضاء وتقترح إبرام الاتفاقيات الدولية (راتب,1998).

وتعتقد الكاتبة أن اليونسكو من أهم منظمات التربية الدولية وذلك نظراً لجهودها الواسعة في هذا المجال ومكافحتها للأمية, ونشر التعليم في أصقاع العالم, وإسهاماتها في دعم وتحسين وتطوير التعليم في الدول النامية على وجه الخصوص.

المراجع:

راتب, عائشة (1998). التنظيم الدولي. ط (1), القاهرة: مصر: دار النهضة العربية.

عامر, صلاح الدين (2002). قانون التنظيم الدولي النظرية العامة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. ط (1), القاهرة, مصر: دار النهضة العربية.

علي, جعفر عبد السلام (1990). المنظمات الدولية دراسة فقهية وتأصيلية. ط (6), القاهرة, مصر: دار النهضة العربية.

 

هناك تعليق واحد:

  1. ولليونسكو أهتمام بالتعليم العالي حيث وضع برنامج استحداث الكراسي العلمية في الجامعات ومؤسسات البحث العلمي والتعليم العالي تطبيقاً لقرار المؤتمر العام لليونسكو الصادر عن دورته السادسة والعشرين في عام 1991م وقد عزز هذا التوجه المؤتمر العالمي حول التعليم العالي والذي عقد في هذه المنظمة عام 1998م والذي دعا إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم العالي.. وبناء على ذلك تقرر تقديم المساعدة بغرض دعم انشاء مراكز علمية متطورة عالية في البلدان النامية وغيرها وذلك عن طريق استحداث كراسي اليونسكو.. وكل ذلك جاء نتيجة انتباه تلك المنظمة إلى أهمية التعليم العالي في العالم الجديد


    باسطة: سارة الايداء

    ردحذف