الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

         ثقافة السلام                                          إعداد:الهنوف المطيري   
        تعد التربية عاملا فعالا في توطيد السلام والتعاون والتفاهم بين الدول وداخل الدولة الواحدة,فالتربية هي الوسيلة التي يمكن من خلالها نشر القيم والتوجهات والمعارف التي ترسي أسس احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية ,ورفض العنف وروح التسامح والتفاهم بين الأفراد والجماعات والأمم.
     لذا أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الثالثة والخمسون موافقتها على توصية المجلس الاقتصادي والاجتماعي ,والتي تستند إلى اقتراح مقدم من الحاصلين على جائزة نوبل لإعلان الفترة من 2001-2010م عقدا دوليا لثقافة السلام واللآعنف لأطفال العالم,من أجل ذلك أنشأت اليونسكو إدارة معنية بثقافة السلام أناطت بها عددا من المهام والمسؤوليات,وصياغة إستراتيجية هدفها العام إيجاد حركة عالمية لثقافة السلام,قادرة على إقامة تحالف كبير يجمع بين الحركات والجماعات والمؤسسات العاملة على إقامة السلام في العالم(الحسن,2002)
     ويأتي هذا المشروع ضمن سياسة اليونسكو في الدعوة إلى السلام والحوار,واحترام حقوق الإنسان,وحرية التعبير,والتمسك بمبادئ العدل والتسامح,والديمقراطية,من خلال البرامج التربوية والثقافية التي تشرف على تنفيذها المنظمة الدولية,أو البرامج التي تقوم بتنفيذها المؤسسات والوزارات المعنية في الدول الأعضاء بالمنطقة(حسن,2002)
     وتحدد الأمم المتحدة في المادة الأولى من إعلان ثقافة السلام أن ثقافة السلام هي: مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وأنماط السلوك وأساليب الحياة التي تستند إلى تسعة عناصر هي:
-         احترام الحياة وإنهاء العنف وترويج ممارسة اللاعنف,من خلال التعليم والحوار والتعاون.
-    الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والسلامة الإقليمية ,والاستقلال السياسي للدول,وعدم التدخل في المسائل التي تعد أساسا ضمن الإختصاص المحلي لأي دولة,وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
-         الاحترام الكامل لجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيزها.
-         الالتزام بتسوية الصراعات بالوسائل السلمية.
-         بذل الجهود للوفاء بالاحتياجات الإنمائية والبيئية للأجيال الحاضرة والمقبلة.
-         احترام وتعزيز الحق في التنمية.
-         احترام وتعزيز المساواة في الحقوق والفرص بين المرأة والرجل.
-         الاعتراف بحق كل فرد في حرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات.
-    التمسك بمبادئ الحرية والعدل والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي,والحوار والتفاهم على مستويات المجتمع كافة وفيما بين الأمم وتدعمها بيئة وطنية ودولية تفضي إلى السلام(العبد,2002)
ومن الجهود التي قامت بها اليونسكو:
-    إنتاج مجموعة كبيرة من المواد الإعلامية وزعت أو أذيعت بمناسبة السنة الدولية للسلام,ومن ثم بث هذه المواد في وسائل الإعلام الوطنية في أكثر من مائة دولة.
-    تولت اليونسكو خلال السنة الدولية تطوير أدوات الاتصال والإعلام على شبكة الانترنت,مما شعر معه الأفراد والمنظمات بأن الأنشطة التي يبذلونها لها دور هام في تنفيذ حملة عالمية فعالة وطويلة الأجل من نشر أجل ثقافة السلام, ويجري توسيع شبكة الأخبار المتعلقة بثقافة السلام كشبكة عالمية تتألف من مجموعة من مواقع الانترنت المتعددة اللغات تقدم معلومات عن الأنشطة الإيجابية والمنتجات الإعلامية التي تروج لمجال أو أكثر من مجالات ثقافة السلام.
وفي مجال الإسهام في السنة الدولية لثقافة السلامية:
-    أنتجت منظمات غير حكومية ونشرت مواد في مجال التربية من أجل ثقافة السلام:كالكتب والألعاب والمواد السمعية والبصرية ومواقع الانترنت وأدلة تدريبية للمعلمين ,وأنتج الشباب أنفسهم مواد تعليمية من خلال المسابقات في التصوير الفوتغرافي وتحديد موضوعات التعبير ...الخ.
-    وشكل موضوع المرأة وثقافة السلام محورا كثيرا محورا لكثير من المطبوعات والمؤتمرات,منها على سبيل المثال:مؤتمر نساء عموم أفريقيا من خلال ثقافة السلام واللاعنف الذي عقد في زنزويار في عام 1999,ومؤتمر نساء آسيا من أجل ثقافة السلام في ديسمبر 2000م بمشاركة 35 بلدا.
-    وقدمت اليونسكو الدعم للمبادرات التعليمية في حالات ما بعد انتهاء الصراع,ولوسائط الإعلام المستقلة التي تتيح مجالات الحوار والتفاهم المتبادل في المناطق التي يدور فيها الصراع,وتواصل اليونسكو دورها التنسيقي الهام للحركة العالمية المناصرة لثقافة السلام ,انطلاقا مما تحقق من أجازات في السنة الدولية لثقافة السلام,التي اضطلعت اليونسكو بتنسيقها,ولذلك تعد اليونسكو الوكالة الرائدة للعقد ومسئولة عن الجوانب المشتركة بين المنظمات لبرامج وأنشطة منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المعنية(العبد,2002).
وقد قامت منظمة اليونسكو بالتعاون مع جهات التعليم بجهود كبيرة في مجال تطبيق ثقافة التربية على السلام ونشر الثقافة واقعيا من خلال ما يلي:
-    إعداد برنامج أساسي يتناول الإمكانات الحالية بشأن مختلف جوانب ثقافة السلام ,لدرء النزاعات واللاعنف والعلاقة مع القانون الدولي ,والنهوج الجديدة في مجال الأمن وحقوق الإنسان ,وأسلوب الحكم الديمقراطي والتعددية الثقافية.
-    تحديد المشروعات التدريبية والبحثية الجارية والرفيعة المستوى التي تشمل على تحقيق دراسات للحالات وأفضل الممارسات والتي تتميز مضامينها وأساليبها بالتجديد.
-    إعداد سجل للمهتمين الذين يمكن أن تتكون منهم نواة هيئة التدريس بالدراسة الصفية بمن فيهم بعض موظفي اليونسكو مراعية في ذلك المساواة بين الجنسين .
-         تقييم البرامج والأنشطة والمشروعات بهدف تحسين تنظيم المدارس الصفية.
-         شبكة المدارس المنتسبة:
-    تعتبر شبكة المدارس المنتسبة من أطول وأكثر المشاريع استمرارية لجهود اليونسكو المبذولة لنشر مبادئ التفاهم الدولي والسلام العالمي بين مختلف دول العالم بما تقوم به من أنشطة وبرامج ومشروعات رائدة خاصة بالتفاهم الدولي والسلام العالمي من خلال التربية المدرسية,فتحقيق السلام والتفاهم بين شعوب العالم هذف من الأهداف الرئيسية لمنظمة اليونسكو والتي عبرت عنه في ميثاقها التأسيسي,حيث أشارت إلى أهمية السلام للعقول البشرية بعيدا عن الحروب والتعصب ,وأهمية تعزيز التفاهم الدولي بين شعوب العالم ذات الأعراف والتقاليد والثقافات المختلفة(الخليل,2013)
     وقد تزايد عدد المدرس المنتسبة في الشبكة خلال السنوات القليلة الماضية ,وقد أثبتت الشبكة فعاليتها في مجال إدارة المشروعات الطليعة على الصعيد الدولي دون الإقليمي مثل مشروع مشاركة الشباب في صون التراث العالمي ومشروع البحر الكاريبي ومشروع حقيبة السلام التي تمخضت عن إنتاج نماذج أولية لمواد تعليمية معقدة ويقوم معلمو الصفوف في شبكة المدرس المنتسبة بعمل نشيط في مجال التربية من أجل ثقافة السلام من خلال العديد من المشروعات الصفية الرائدة التجديدية(العزري,2008)
-         التنوع اللغوي والتعليم متعدد اللغات:
يشكل تعليم اللغات ولاسيما التعليم متعدد اللغات عاملا أساسيا في تنمية التفاهم بين الشعوب والحوار من أجل السلام,ولذا اتخذت اليونسكو على عاتقها تنفيذ عدد من الأنشطة الرامية إلى تعزيز التنوع اللغوي على كافة مستويات التعليم, وإلى تشجيع تعدد اللغات من خلال تعزيز العمل من أجل حماية التراث اللغوي,خاصة تراث السكان الأصليين كما تم إعادة مشروع تعليم اللغات من أجل السلام ليكفل استيعاب الأهداف في إطار عمل متماسك(العزري,2008).

المراجع:
-         حسن,محمد(2001),ثقافة السلام المفهوم الركائز المنطلقات,مجلة التربية,قطر,العدد 139,صص52-66.
-         خليل,نبيل(2013),التربية الدولية,مصر:دار الفجر للنشر والتوزيع.
-         العبد,عاطف(2002),العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم2001-2010م من وثائق وتقارير الأمم المتحدة ,مجلة الطفولة والتنمية,مصر,مجلد(2),العدد(8),صص13-44.
-         العزري,أحمد(2008),اليونسكو وثقافة السلام,مجلة تواصل,عمان,العدد(9),صص:49-54.


هناك تعليقان (2):

  1. إن الإنسانية اليوم تتطور في ظل حضارة عالمية واحدة تتميز بالتعدد الثقافي ولا يمكن الحديث عن صراع بين الحضارات وعنف فالعالم يتجه لكي يعيش بسلام.


    بواسطة سارة الايداء

    ردحذف
  2. من أجل السلام نشأت هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة, وكرست أغلب جهودها لخدمة هذا الهدف منذ عقود مضت, فالاختلاف بين البشر سواء في الآراء أو المصالح أو غير ذلك, هو أمر طبيعي وليس مبرراً للعنف والحروب, والفروق بين البشر عوامل إثراء للإنسانية لا عوامل شقاق.
    إن ثقافة السلام ثقافة إنسانية, فالإنسان هو من يصنع العنف, وهو من يصنع السلام.

    بواسطة بلسم المغذوي

    ردحذف